الشاعرة الوطنية لويلز البريطانية حنان عيسى: هكذا ألهمتني سخافات رئيس الوزراء السابق ولوج عالم الشعر

31

لندن- نجحت الشاعرة وصانعة الأفلام المسلمة البريطانية حنان عيسى في نيل لقب “الشاعرة الوطنية لويلز”، وهو اللقب الذي يجعلها الواجهة الشعرية والثقافية لويلز لمدة 3 سنوات، لتصبح حنان أول سيدة مسلمة محجبة تحمل هذا اللقب، الذي يمثل صاحبه -لـ3 سنوات- الثقافات واللغات المتنوعة لشعب ويلز الذي يتجاوز تعداده أكثر من 3 ملايين.

وحظي فوز حنان -ذات الأصول العراقية والويلزية- بهذا اللقب اهتماما كبيرا في الأوساط الأدبية للتعرف على أعمال هذه الشاعرة الشابة التي لفتت الأنظار إليها، علما أن دخلت عالم الكتابة من باب رد الاعتبار للمرأة بعد تصريحات سياسية مسيئة في حق المرأة المسلمة، فحملت حنان القلم للدفاع عن نساء يشبهنها ويتعرضن للظلم والعنصرية.

وفي هذا الحوار مع الجزيرة تكشف حنان -التي صدر لها ديوان “جسدي يتسع لقلبين”- كيف شقت طريقها في الأوساط الأدبية لتصبح الوجه الشعري لويلز التي تعد جزءا من المملكة المتحدة إلى الغرب من إنجلترا.

  • هل يمكن أن تعرفينا أكثر على حنان عيسى؟

أنا مواطنة بريطانية مسلمة، أعيش في كارديف -عاصمة ويلز- مع زوجي وابني وقطتي، ورغم أنني شاعرة فإني أستمتع باكتشاف أنماط أخرى من التعبير الإبداعي مثل الإخراج والتمثيل والرسم.

  • منذ متى بدأ اهتمامك بالشعر والكتابة؟

كنت دائما أكتب القصائد، وفي البداية كنت أكتب كثيرا عن التنانين، ورغم أنه اختيار غريب، فإن الكتابة عنه تمنحني شعورا بالراحة ولهذا واصلت الكتابة.

ولكن الحدث الذي جعلني أقرر نشر ما أكتب، كان حدثا سياسيا بامتياز، عندما قرر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون التصريح بتعليقات سخيفة ومسيئة حول المرأة المسلمة في بريطانيا.

لقد أحسست بغضب عارم عندما سمعته يتحدث عن المرأة المسلمة ويقول إنها لا تندمج في المجتمع ولا تؤثر ولا تفيد المحيط الذي تعيش فيه، في حين أنه من خلال تجربتي وتجارب النساء المسلمات من حولي، فإن النساء المسلمات هن طبيبات، وممرضات، وعالمات يشتغلن في أرقى المختبرات، وعاملات في المصالح الحكومية، ومحاميات، وأستاذات وفنانات، ويسهمن في المجتمع بكل الطرق الممكنة، لهذا أحسست بالحنق من هذه التصريحات المسيئة.

ولهذا قررت كتابة نص غاضب يعبر عما أفكر فيه، وقمت بنشره على صفحتي في فيسبوك، وقد لقي انتشارا وقبولا كبيرين لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعده أصبحت أنشر مع أكتب، وحولت صفحتي إلى صفحة لنشر أعمالي الشعرية وكذلك النصوص الأدبية والقصص القصيرة وتدريجيا أصبح اسمي معروفا في الأوساط الأدبية في ويلز.

  • ما التيمة الأساسية لكتاباتك الشعرية وما الرسالة منها؟

أحب كتابة كل شيء وعن كل شيء، ولكن الشيء المهم هو أنني وجدت بعض المواضيع التي تحركني وكذلك أصبحت مصدر إلهام بالنسبة لي، ويتعلق الأمر بمواضيع الهوية، واللغة، والطبيعة، وكذلك الانتماء، والتاريخ والأسطورة، وهي المواضيع التي تركز عليها كتاباتي الشعرية.

  • أخبرينا أكثر عن لقب “الشاعر الوطني لويلز”؟

هناك مؤسسة في ويلز تدعى “ثقافة ويلز” (Literature Wales) وهي المؤسسة الوطنية التي تعنى بالتنمية والثقافة، وهي من يختار الشاعر الذي سيكون واجهة البلاد وتمنحه لقب “الشاعر الوطني لويلز”، والغرض من هذا اللقب هو منح دفعة قوية للأدب في ويلز، ولتحسين الحياة وإضاءتها بالثقافة والشعر.

وقد تم إطلاق هذا المشروع سنة 2005 وحملت اللقب أسماء أدبية مرموقة ومعروفة في ويلز والمملكة المتحدة، مثل “جوينيث لويس” (Gwyneth Lewis)، و”جوين توماس” (Gwyn Thomas)، و”جيليان كلارك” (Gillian Clarke).

ويبقى هذا اللقب مع صاحبه لمدة 3 سنوات، ويكون هو الممثل الشعري لويلز سواء داخل البلاد وخارجها، وفي المهرجانات والمتلقيات الكبرى.

وتكون على عاتق حامل اللقب مهمة حمل الشعر إلى جمهور جديد، وتشجيع الآخرين على استعمال أصواتهم لإيصال كل أعمالهم الإبداعية، وتحفيز من يتمتع بموهبة حقيقية من أجل صقلها ومنحه الفرصة لإظهارها.

  • ما شعورك بعد علمك بالفوز بهذا اللقب؟

أنا جد متحمسة لهذا التحدي الجديد، وما زلت أعمل حاليا على وضع خطة واضحة حتى أقوم بهذا الدور على أكمل وجه، ولكن على طريقتي لئلا أكون نسخة مكررة من الأسماء السابقة.

  • ما شعورك كأول سيدة مسلمة محجبة تفوز بهذا للقب؟

أشعر بالامتنان لحصولي على هذه الفرصة من أجل إظهار عظمة المرأة المسلمة، وتغيير الكثير من الصور النمطية عن النساء المسلمات في الداخل والخارج، وكلي أمل أن أكون مصدر إلهام لنساء أخريات، من أجل التعرف على نقاط قوتهن وقدراتهن وإبرازها للعالم.



اقرأ المقال من المصدر